ربما كانت رؤية كيف يعيشون و هم ستة أفراد فى قارب لا يتعدي الثلاثة أمتار أمراً محيراً.
نعم هو قارب ليس غرفة و لا شقة .... قارب . و كل أملهم فى الحياة أن تسقط الحكومة عنهم عشرة آلاف جنيه ضرائب لممارستهم حرفة الصيد.
ربما كانت رؤيتها و هى تبكي و تطلب أن يحضروا زوجها الذي إختفي مع سفينة كاملة بدون أى أثر .. سفينة و ليس توك توك ... و عند السؤال يقال لها أن تنسي و تتركه للزمن .
مشاهدات كثيرة و مواقف أكثر ..
ربما كانت ثورتنا العظيمة التى ظلمناها بإسم ثورة و حكمنا عليها بالفشل.
فلا يوجد ما يسمي بالثورة السلمية ... الثورة تقطع رقاب و تولي رقاب .. تستبدل نظام بنظام و سادة ,بسادة آخرون .
و لكن ...
هل حقاً يتغير النظام ؟!
و هل تغير من قبل فى اى مكان ؟؟ و فى اى دولة ؟ بل فى اى شكل من أشكال الحياة ؟
فالسادة يتم إستبدالهم بسادة آخرون و العبيد بعبيد آخرون و صورة العبودية بصورة آخري .
و سلسلة الطعام تبقى كما هى .. هناك من يَأكل و هناك من يُأكل و هناك من يحاول أن يكون من الصنف الأول و ليس من الثاني, أحياناً ينجح و غالباً يفشل .
إذا كان هذا هو المبدأ فأين نحن ؟
أنحن فى خانة المفعول به إلى هذا الحد ؟
تخيفني هذه الفكره إلا حد بعيد .
ألا يكون لي أي يد فيما حدث, فيما يحدث , فيما سيحدث !
لماذا أعيش إذاً ؟
تقول لي نفسي :
احاااا .... و لماذ تموت ؟؟؟
الموت مثله مثل الحياة ... فقط لا تعلم له قواعد أو شكل ... فمن يذهب لا يعود
نعم ... لماذا أموت ؟؟؟
لماذا نموت ؟؟؟
إذا كانت الفكرة فى خلقنا أو وجودنا هو الحياة فلماذا نموت ؟
تقول لى كل شىء يموت فى النهاية !!
إذا الحياة غير ذات معني !! الموت هو النهاية و البداية .
إذا الفكرة فى الموت ؟!
إذا كانت الفكرة فى الموت فلماذا الحياة ؟؟
لماذا لا نخلق أو نوجد أمواتاً مباشرة و يسمونها الحياة ؟
بالنسبة لي .. الحياة وحدها تحمل معاني كثيرة .
الموت وحده فيه المعني نفسه .
و لكن الموت و الحياه مجتمعين ... احا !
ما الغاية !! إذا كان كلاهما يهدم الآخر !!
ما المهرب إذا !!
صديق قال لى : أريد أن أختفي ... أتلاشي !!
هل إذا اختفيت سأفقد وجودي كمراقب ؟
إذا كان نعم فكأني لم أكن ... نعم تبدو كفكرة جيدة !!
من حكم أن مجيئي كان بفكرة جدية فى المقام الأول !!!
إذا كان لا فأنا كما أنا ... فقط أصبحت غير منظوراً ..
فاكس --- SPACE MAN BALLS
ربما كانت الفكرة فى الآن !! فى هذة اللحظة و فى هذا الوقت .
فهذا هو كل الوقت و كل اللحظات .
كل حياتي و كل الحيوات .
الآن .
الآن لا ينتهي .. و لا يصبح ماضى و لا يأتي بعد حين . فهو ما أملك و ما أري و ما أسمع و ما أحس!
اللعنة إذا على الماضى و على الحاضر و على المستقبل.
بل و على الموت و الحياة مجتمعين !!
فالآن هو كل شىء و كل شىء هو الآن .
و لكن
كيف تعلم أن الآن هو الآن ... احا
فالحواس قاصرة ... فالاحلام تبدو حقيقية .
و بضعة حبوب مخدرة قادرة على صنع عالم من الوهم ربما كان حقيقياً أكثر من الحقيقة نفسها ..
أليست الحقيقة هى ما تصدقه ؟؟ إذا الحقيقة فى ذاتها غير ذات معني سوي لك ؟! و تأثيرها لا يمتد سوي إليك ؟
اللعنة على الإدراك إذاً .
اللعنة على الحقيقة .
اللعنة على السادة و اللعنة على العبيد .
اللعنة على النظام و اللعنة على اللاعبين.
اللعنة على الموت و اللعنة على الحياه.
اللعنة عليك يا سيدي .
اللعنة على الكون .
اللعنة على التفكير.
اللعنة على كل ما يعكر صفو مزاجي.
حقيقة كان أم وهم .
موتأ كان أم حياة .
اللعنة عليا إن كنت أنا السبب.
فالكل متساو و الكل فان و الكل ذو معنى و المعنى لا معني له.
ياخي احا